تعتبر السمنة أشد وأخطر أمراض العصر ، وقد إنتشرت بصورة لافتة فى الآونة الأخيرة نظرا للعادات الصحية والغذائية الخاطئة المتمثلة فى وجبات الطعام السريعة ذات الدهون المشبعة ، فضلا عن عدم ممارسة التمرينات الرياضية ، واللجوء إلى الكسل والتراخى .
وتنطوى السمنة على العديد من المضاعفات الصحية والجسمانية الخطيرة ، ولاسيما الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكر والفشل الكلوى ، الأمر الذى إستدعى إنتباه الأطباء والمتخصصين نظرا لإنتشارها بضراوة فى الآونة ، لذا فقد ظهرت حملات مضادة تشجع على ممارسة الرياضة وإتباع حمية غذائية تهدف إلى الحصول على جسم مثالى وصحى ، لكن للأسف وفى حالات السمنة المفرطة أو لأسباب أخرى فإن الحمية الغذائية المدعومة بالتمرينات الرياضة تفشل فشلا ذريعا فى تحقيق النتائج المرجوة ، الأمر الذى إستدعى البحث عن خيارات علاجية أخرى أكثر فعالية ، وتحديدا فى مجال التدخل الجراحى ، لتظهر بعد ذلك العديد من الطرق الجراحية العلاجية التى يمكنها القضاء على السمنة .
وتعد عملية " تحزيم المعدة " أحد أفضل الخيارات الموجودة فى هذا الشأن ، لكن أولا وقبل إستعراض هذا الأمر ، وللحصول على أفضل النتائج ، لابد أن ننوه إلى ضرورة أن تتم هذه العملية تحت إشراف طبيب متخصص بشرط أن يكون على إلمام ودراية كافية بالإجراءات المتبعة ، وأن تتوافر لديه الخبرة اللازمة للتعامل مع أى أعراض جانبية محتملة قد تنشأ ، والأهم من ذلك أن يتم إجراء هذه العملية فى مكان طبى مجهز بأحدث الوسائل والإمكانيات ، على أن يحوى فريق طبى مدرب للتعامل مع مثل هذه الحالات ، ولاسيما فى مرحلة مابعد العملية الجراحة .
وتتميز عملية تحزيم المعدة بأن التدخل الجراحى الخاص بها يكاد يكون معدوم ، ولاسيما أنها تتم من خلال إستخدام المنظار الجراحى ، الأمر الذى يعنى أنها أكثر أمانا ، وذات معدل شفاء أعلى من أى طريقة جراحية أخرى ، كما أن نسبة حدوث المضاعفات المرضية المحتملة هى الأقل من أى طريقة أخرى .. لكن فى نفس ذات الوقت فإن هذه العملية الجراحية يعيبها إرتفاع تكلفتها بصورة نسبية .
ويتم الإجراء من خلال تعقيم البطن بصورة جيدة ، ليتم بعد ذلك عمل شق جراحى لايتجاوز 2 – 3 سم ليصل إلى الجزء العلوى من المعدة ، حيث يتم إدخال حزام مصنوع من مادة السيليكون ، ليقوم بإحاطة المعدة أعلى المنتصف قليلا ، لتنقسم المعدة إلى قسمين :
- القسم الأول العلوى : ويكون اصغر حجما مقارنة بالقسم السفلى ، وهو الجزء الذى يتم فيه إستقبال الطعام بمجرد تناوله ، حيث يمكث فى تلك المنطقة لمدة 2 – 3 ساعات ، مما يعطى الشعور بالشبع بمجرد إمتلائه ، الأمر الذى يعنى الوصول إلى مرحلة الشبع سريعا بعد تناول كميات قليلة جدا من الطعام .
- القسم الثانى السفلى : ويكون أكبر حجما مقارنة بالقسم العلوى ، وينتقل إليه الطعام بعد مكوثه فى القسم الأول العلوى لساعات قصيرة .
مما سبق نستنتج أن فكرة عمل حزام المعدة تعتمد بصورة رئيسية على إعطاء الشعور بالشبع سريعا قبل تناول كميات كبيرة من الطعام ، الأمر الذى يعمل على إنقاص الوزن بصورة تدريجية ، ولاسيما إذا كان مقرونا بممارسة بعض التمرينات الرياضية بشكل دورى منتظم .
وينصح فى اليوم التالى من إجراء عملية التحزيم عمل أشعة تشخيصية مدعومة بالصبغة ، ونهدف من هذا الإجراء التأكد من أن الحزام مستقر فى موضعه الصحيح ، كذلك للتأكد من عدم وجود أى تسرب أو إنسداد محتمل .
ويتم التنبيه على المريض بضرورة أن يلتزم بنظام غذائى يقتصر على الطعام السائل أو حتى شبه السائل لمدة 20 يوم على الأقل ، ليقوم بعد ذلك بتعديل النظام الغذائى ليصبح طبيعيا تماما شأنه شأن أى شخص ، مع ضرورة مضغ الطعام جيدا ، والتوقف عن الطعام فورا بمجرد الوصول إلى مرحلة الشبع .
وإذ تطرقنا للمضاعفات التى قد يتضمنها تحزيم المعدة ، فيمكننا تقسيمها إلى قسمين ، وهما :
- مضاعفات أثناء العملية : وتتلخص فى المضاعفات المعتادة التى قد تحدث فى التخدير ، علاوة على حدوث نزيف أو جرح لأى عضو مجاور للمعدة كالكبد والطحال .
- مضاعفات بعد العملية : وتتلخص فى إنزلاق حزام المعدة ، الأمر الذى يؤدى إلى فشل العملية ، أو الإصابة بالإنسداد أو حتى التسريب .
وعموما يمكننا تجنب كل هذه المضاعفات من خلال اللجوء ( كما أشرنا بالأعلى ) إلى الطبيب المختص ذو الخبرة الكافية ، والمدعوم بواسطة مؤسسة طبية مجهزة وفريق طبى مدرب .
ويلاحظ للأسف أن قطاع عريض ممن يخضعون لهذه العملية يكونوا متعجلين أو مغاليين فى النتائج المرجوة ، وعموما يمكننا القول أن إستجابة المريض لعملية التحزيم تختلف من شخص لآخر ، كذلك فإنها قد تختلف حسب مدى الإلتزام بالنظام الغذائى والتمرينات الرياضية .. إلخ ، لكن إجمالا يمكننا القول أن معدل فقدان الوزن بعد الشهر الأول يتراوح بين 10 – 12 كجم أسبوعيا ، لينخفض هذا المعدل تدريجيا مع الإقتراب إلى منطقة الوزن المثالى .
وفى الختام .. وبعد الوصول إلى الوزن المثالى ، يتم سحب هذا الحزام مرة أخرى من خلال المنظار الجراحى ، مع ضرورة الإلتزام بنفس معايير الحياة الصحية لضمان ثبات الوزن وصحة الجسم .
اقرأ المزيد عن فقدان الوزن :
- شرب شاي الأعشاب للتخلص من السموم لفقدان الوزن والدهون من البطن والكرش
- هل تساعد بذور القرع أو البزر الأبيض على فقدان الوزن ؟
- الحمية الصحية و رجيم الدكتور د. اوز لفقدان الوزن و علاج السمنة في أسبوعين
- فوائد شرب زيت الزيتون على الريق
- فوائد الدهون: تناول الدهون لتفقد وتحرق الدهون
- تناول القرفة لفقدان الوزن والدهون من منطقة البطن والكرش
- ١٠ أنواع من التوابل والبهارات لفقدان الوزن وحرق الدهون أسرع
- ٨ أطعمة منزلية لفقدان الوزن ومحاربة الكرش
- حمية رجيم "جي آي" لفقدان الوزن وعلاج السمنة
- مشكلات ومشاكل وحلول فى حياة أصحاب الوزن الزائد أثناء ممارسة الرجيم
- 5 طرق سهلة جداً لمنعك من الإفراط في تناول الطعام
- نصائح دكتور د. أوز لإتباع نمط حياة صحي و فقدان الوزن
- أشهر المشروبات لحرق دهون الجسم
- فوائد بذور الكتان للصحة و القلب و فقدام الوزن و علاج السمنة
- 7 أطعمة غنية بالكالسيوم وحارقة للدهون في نفس الوقت
- ٥ أطعمة صفراء لفقدان الوزن وحرق الدهون أسرع
- طريقة تحضير وصفات للتخلص من السموم وفقدان الوزن
- طريقة تحضير وصفات القرفة والزنجبيل لفقدان الوزن
- 10 طرق علمية فعالة لفقدان الوزن
- ٦ طرق مضمونة للتخلص من دهون البطن والكرش
- الوصايا العشر للمصابين بالكرش
- أهم ١٠ أسباب للسمنة و إكتساب الوزن على سطح الكوكب
- أهم فوائد الفلفل الحار للجسم والصحة وفقدان الوزن أسرع
- نصائح د. أوز لحرق دهون البطن والتخلص من الكرش وفقدان الوزن أسرع
- طريقة تحضير وصفات رجيم الليمون لفقدان الوزن