كثيرًا ما تستهويك متابعة الدعاوي القضائية، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا من انتهاك حقوق الملكية الفكرية، حيث تقاضي كبريات الشركات العالمية بعضها البعض ...
فكثيرة هي الدعاوي القضائية التي تجتذب حيثياتها ومداولاتها في قاعات المحاكم اهتمام الرأي العام العالمي. ولكن، على النقيض من تلك السجلات الزاخرة بأموال طائلة، ومحامين بارعين يعرفون كيف يستبدلون حكمًا قضائيًا بآخر، وشهود وضحايا يصنعون المشهد الدرامي المثير، ثمة قضايا مثيرة حقًا ولكن على نحو بالغ الغرابة. نستعرض في هذه المقالة مجموعة منها
١- دعوى قضائية ضد مغسلة بسبب ضياع سروال
هل سبق أن ضاعت ملابسك في المغسلة ؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فلا بد أنك قد طلبت من مالك المغسلة أن يبحث عن القطعة المفقودة ويقدم لك شيئًا على سبيل التعويض، خصومات أو خدمات مجانية على سبيل المثال، من باب الحفاظ على العلاقة بين التاجر والزبون، أليس كذلك؟! بالنسبة لروي بيرسون: لا.. ليس كذلك ! روي بيرسون قاضٍ يعيش في مدينة واشنطن، وبما أنه خبير بالقانون، فلقد قام برفع دعوى قضائية ضد مغسلة ذكر في حيثياتها أن العبارات التسويقية من قبيل "رضاكم مضمون" لم تفِ بوعدها، حيث فقد بيرسون سرواله في المغسلة المذكورة. ستفاجأ حين تعلم أن بيرسون قد طالب المغسلة بدفع مبلغ يفوق الـ54 مليون دولار. على أية حال، لم يربح بيرسون قضيته، أتدري لماذا؟ ذلك لأن المدّعى عليه عثر على السروال المفقود وجلبه معه إلى قاعة المحكمة.
٢- دعوى قضائية ضد قهوة ماكدونالدز
ها نحن أمام دعوى قضائية حكم فيها لصالح المدّعي. توقفت ستيلا ليبيك برفقة حفيدها أمام شباك السيارات الملحق بأحد فروع مطاعم ماكدونالدز لتشتري كوبًا من القهوة. وبعد أن نالت مرادها، أوقفت سيارتها على جانب الطريق ووضعت الكوب بين ركبتيها لتضيف الكريمة إلى القهوة الساخنة. ما إن أماطت ستيلا الغطاء البلاستيكي، حتى اندلق ما في الكوب على جسدها، ممّا تسبب في إصابتها بجروح من الدرجة الثالثة في نصفها السفلي، فما كان منها إلا أن قامت برفع دعوى قضائية ضد ماكدونالدز تقول فيها إن القهوة المقدمة كانت ساخنة جدًا إلى درجة أنها قد أصابت جسدها بحروق، وطالبت بمبلغ قدره 20.000 دولار كتعويض عن الأضرار التي لحقت بها، ولكن سلسلة مطاعم الوجبات السريعة رفضت سداد المبلغ. وعندما انتقلت القضية إلى قاعة المحكمة، تبين أن هناك أكثر من 700 دعوى قضائية مرفوعة بشأن البند نفسه. لتتلقى ستيلا مبلغًا يزيد على 160.000 دولار على سبيل التعويض عن الأضرار الجسدية، علاوة على 2.7 مليون دولار كتعويض تأديبي عن الضرر المعنوي.
٣- انتحاري يرفع دعوى قضائية ضد هيئة الأنفاق
في سنة 1977، توجه ميلو ستيفينز جي آر إلى محطة شرق مانهاتن بنية الانتحار تحت عجلات القطار، ولكنه لم يفلح في مسعاه، كل ما في الأمر أنه فقد بضعة أعضاء من جسده. كان من الممكن أن تمرّ الأمور بهدوء، لولا أن ميلو قد عثر بفضل أسرته على محامٍ متخصص في قضايا الإصابات الفردية، لتستحيل محاولة الانتحار آنفة الذكر إلى قصة أخرى مختلفة، حيث قام آل ستيفن برفع دعوى قضائية ضد سائق القطار لأنه لم يوقف القطار ساعتها، برغم أن المدعي كان قد قرر بالفعل أن يضع حدًا لحياته.
٤- رجل يقاضي نفسه
ربما تكون أغرب الدعاوى القضائية على الإطلاق، حيث قام روبرت لي بروك برفع دعوى قضائية يتهم فيها نفسه بانتهاك حقوقه المدنية، حيث تناول مشروبات كحولية وعرّض نفسه لعقوبة السجن. طالب بروك بتغريم نفسه مبلغًا قدره 5 ملايين دولار وبتوقيع عقوبة السجن عليه لمدة تزيد على 23 سنة. ولما أنه لم يكن يمتلك المال الكافي لتغطية النفقات، علاوة على كونه حبيس الزنزانة، فلقد طلب بروك من الولاية أن تتكفل بدفع التعويضات نيابة عنه ! تتساءل كيف أمكن من البدء إقامة هذه الدعوى، وهل استعان بروك بمحام في إعداد الترتيبات اللازمة لإقامة هذه الدعوى وإقرارها من قبل المحكمة ؟!